الأحد، 15 يناير 2012






لعل احدى  الازمات التي يعيشها مجتمعنا العربي في الداخل اليوم هو موضوع العنف الذي استشرى في كل مكان وذلك ما كان ليحدث لولا زوال القيم والمبادئ من حياتنا ......
في هذا المقال يحاول الكاتب تصويب الضوء نحو التربية للقيم والاخلاق من جيل صغير كاحد الحلول الواقعية للمواجهة هذا الخطر.........

* التربية الخلقية للاطفال


تضمن القرآن الكريم دستوراً للأخلاق والآداب في جميع مجالات ونشاطات الإنسان، فلم يترك جانباً منها إلا وكان له فيه توجيه وإرشاد.
ومن هذه التوجيهات القرآنية المباركة في مجال التربية الخلقية للأولاد قول الله :
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13] وقوله I: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ* يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ* وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ* وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان:16-19]، فهذه الآيات الكريمات تضمنت دستوراً كاملاً من الأخلاق الرفيعة؛ حيث بدأت بحق الله لأنه أعظم الحقوق وأجلها، فأمرت بإخلاص العبادة، والنهي عن الشرك الذي هو أعظم الذنوب وأكبرها، ثم تضع هذه الآيات الولد في مجال من المراقبة الصارمة الكاملة على جميع تحركاته ونشاطاته، فتبين أن الله لا يخفى عليه قدر ذرة في هذا الكون الفسيح، مما يوحي للولد بتمام وقوعه تحت بصر الله  وسمعه ومراقبته الكاملة
.


وتهدف التربية الخلقية في الإسلام إلى مرام سامية وذلك من خلال تطبيقها وممارستها في واقع الحياة، ومن هذه الأهداف:
1-إرضاء الله والتزام أمره.
2-احترام الإنسان لذاته وشخصيته.
3-تهذيب الغرائز، وتنمية العواطف الشريفة الحسنة.
4-إيجاد الإرادة الصالحة القوية.
5-اكتساب العادات النافعة الطيبة.
6-انتزاع روح الشر عند الإنسان، واستبدالها بروح الخير والفضيلة.










ولتحقيق هذه الأهداف النبيلة عند الولد، فإن المربي المسلم يستغل فترة الطفولة، وصغر سن الولد، وضعفه وحاجته إليه، وقوة سلطته عليه في توجيهه وتربيته على المنهج الإسلامي القويم، فإن تكوين "العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر، وذلك لأن الجهاز العصبي الغض للطفل أكثر قابلية للتشكيل، وأيسر حفراً على سطحه"، ويكاد يجمع علماء النفس والاجتماع والتربية على أن شخصية الطفل، وما سوف يؤول إليه من اتجاهات انفعالية ومزاجية: تتحدد في السنوات الأولى من عمره لهذا كان استغلال هذه الفترة الحرجة من عمر الطفل في توجيهه نحو الخير، وتركيز المعاني الحسنة في نفسه وعقله، له الأثر الأكبر-بعد توفيق الله- في استقامته وصلاحه عند كبره واشتداد عوده. ويشير إلى هذا المعنى الإمام الماوردي رحمه الله مؤكداً أهمية فترة الطفولة في توجيه الولد وتأديبه، فيقول: "فأما التأديب اللازم للأب، فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها، وينشأ عليها، فيسهل عليه قبولها عند الكبر، لاستئناسه بمبادئها في الصغر، لأن نشأة الصغير على شيء تجعله متطبعاً به، ومن أغفل في الصغر، كان تأديبه في الكبر عسيراً".





رابط فيديو يُبين واقع تصرفات الاهل

 http://www.youtube.com/watch?v=GYYE7zb0TPs




مصدر المقال ::

http://www.bahareth.org/index.php?browse=article&id=10003